إنتاجية مال الخيرات ثم المدخرات
بقلم الدكتور سمير الشاعر 2014/7/16
يكثر العمل الخيري عند المسلمين عموماً والموسرين منهم خصوصاً، ليس في رمضان أو مواسم معينة فقط بل على مدار العام، ولكن سؤال عامتهم كيف نكسر حلقة ضائقة جل المسلمين؟ كيف نشعر بآثار الأموال المنفقة في الخير بطريقة واضحة؟
صحيح، أن مختلف الأطراف الاجتماعية ترغب بمزيد نجاح ونتائج، غير أن وسيلة تحقيق ذلك وحجمها غير مكتشف بعد، غير أن الوصفة منذ عهد النبوة والحديثة اليوم تعظم الإنتاجية الفردية والعمل المغني عن السؤال، وعنوانها اليوم ” المشروعات الصغيرة والأصغر” وقد رفعت الأمم المتحدة هذا اللواء منذ سنوات وتنادي به اقتصادياً ومالياً وفنياً فضلاً عن الصرخة الاجتماعية في كسر الحلقة الخبيثة من القلة والفقر.
ولكن على موسري كل منطقة أن يتنادوا ليقترحوا مجموعة من المشروعات:
– تناسب بيئتهم وتشكل حلقة تكامل اقتصادي واجتماعي بما يعود على المجتمع عموماً وعلى موسرين لاحقاً بالنفع الواضح.
– وتكون قاطرة لغيرها من المشروعات بما يشكل استيعاب الاقتصاد لعدد أكبر من المنتجين المُستنقذين من براثن الحاجة.
كما عليهم في سبيل هذه الأهداف أن ينتقلوا إلى مستوى آخر وبآليات السوق من مشاركة كل فرصة عمل واعدة استهلها صاحبها ولكنه غير منطلق بقوة، أو لا زالت فكرة يظن نجاحها عند الاقتصادين الخبراء، وهذا المنهج فيه توسيع لاستثمار شق من أموال الأغنياء مرصد لمخاطرة أعلى قليلاً أو موازية لمخاطر أعمالهم، فكم من أفكار بسيطة أضحت مع الأيام مشاريع عملاقة.
وعلى المجتمع بجهاته المدنية إن لم تكن هناك منظومة قانونية، أن تغطي بيئة الأعمال بميثاق اقتصادي أخلاقي تشجيعاً للأغنياء أولاً وحماية للأموال المرصدة للتنمية والنماء الإنساني والاجتماعي ثانياً، وكلما ازدادت قوة وفاعلية هذه المنظومة سيزداد الداخلين فيها من الطرفين المنفقين أو المستثمرين والراغبين بالأعمال ممن أصحاب الحاجة أو الضائقة.
وفي مرحلة تالية قد تمسي هذه الخلطة الاقتصادية الاجتماعية منظومة تستقطب صغار المدخرين وما أكثرهم وأوسع أموالهم.
والتنمية لا تحتاج وصفة أدق ولا أعمق من ذلك للنهوض بالمجتمعات وأهلها.